Sunday, December 8, 2013

صاحب أول تجربة مصوَّرة للمرض الخبيث

صاحب أول تجربة مصوَّرة للمرض الخبيث
المصور أنجلو ميريندينو لـ 7 أيام:
السرطان .. فكرة لم نخترها أنا وزوجتى

قام المصور الأمريكى أنجلو ميريندينو بتصوير المراحل التى مرت بها زوجته خلال صراعها مع مرض السرطان، فى محاولة منه للرد على إجابة سؤال ما هو شعور مريض السرطان أو كيف يقضى وقته أو ما يواجهه، فكانت الصور هى الأنسب ردًا والأعمق تعبيرًا عمَّا يمر به مريض السرطان من مراحل علاج، وصراعات داخلية، ولحظات قوة ولحظات ضعف، ورؤية مختلفة للحياة، والتى يتحول بسببها الشخص إلى شخص آخر.
أصيبت زوجة المصور بسرطان الثدى بعد زواجهما بخمسة أشهر فقط، ولكن عندما تلقى الثنائى الخبر، نظرا إلى بعضهما البعض فى محاولة منهما لاستيعاب الصدمة، قالت حينها جينيفر لأنجلو (سنتخطى ذلك، طالما نحن معًا).
بعد العلاج المكثف، عاشت جينيفر مرحلة جديدة من الألم، وكان الخوف والقلق هما العاملان المشتركان الذى كانا يشعران به.
لم تتوقف جينيفر عن القيام بكل الأنشطة التى كانت تحبها دومًا، ولم تترك المرض يضيِّع منها حبها للحياة، بل حاولت أن تعيش الحياة وتستغل كل لحظة فيها على أكمل وجه.
 فربما تكون تلك الصور هى بداية حملة توعية من نوع آخر أمام هذا المرض الذى يُفقدنا أحباءنا.
توفيت جينيفر فى شهر ديسمبر، عام 2011 وقام بعدها أنجلو بإنشاء مؤسسة لمساعدة النساء اللاتى تعانين من نفس المرض تحمل اسم The Love you share.. وكان لـ7 أيام هذا الحوار الخاص مع المصور أنجلو ميريندينو.

احك لنا عن لقائكما الأول.. كيف تقابلت أنت وجينيفر؟
فى أغسطس عام 2008، علمت أن هناك وظيفة بار تندر فى أحد المطاعم فى كليف لاند، وكانت جينيفر هى مديرة المطعم وقتها. بمجرد أن رأيتها علمت أن هى الفتاة التى أحلم بالارتباط بها ولكن مشكلتى الوحيدة وقتها أننى لم أشعر ان جينيفر كانت تبادلنى نفس الشعور. بعدها بشهر تركت جينيفر العمل وانتقلت إلى منهاتن، إلى أن قررت مصارحتها بحقيقة مشاعرى تجاهها عندما قضينا إجازة الشتاء سويًا فى نيويورك ثم تمت خطبتنا بعدها بستة أشهر وتزوجنا بعدها بعام.


عندما علمت بخبر مرض الفتاة التى تحبها كيف كان رد فعلك.. وكيف استجمعت قواك لتخطى ذلك؟

لم يكن لدى خيار سوى أن أكون قويًا من أجلها، فى محاولة منِّى لمساعدتها على تخطى المرض.

ما أكثر جملة قالتها لك جينيفر ومازلت تتذكرها حتى الآن؟

ذلك اليوم الذى تم إخبارنا فيه أن (كبد) جينيفر حالته ميئوس منها، رجعنا إلى المنزل مع مختصين ليهتموا برعاية زوجتى طبيًا، وقمنا بقضاء الليلة مع العائلة وبعض أصدقائنا، وقبل أن نذهب إلى النوم سألت جينيفر عن أكثر شىء أحبته فى اليوم.. فكرت قليلاً ثم نظرت إلىَّ وعلى وجهها ابتسامة (لقد أحببت اليوم كُله.. بكل تفاصيله).

من أين جاءتك فكرة تصوير المراحل التى مرت بها زوجتك أثناء صراعها مع مرض السرطان؟

لقد تم تشخيص مرض جينيفر فى أبريل عام 2010، وبعد أشهر من العلاج لاحظنا عدم فهم من حولنا لمدى جدِّية مرض جينيفر لدرجة أننى شعرت أن من كانوا يساندونها فى البداية بدأ اهتمامهم يقل بمساندتها كما كانوا فى البداية.. فلم تساعدنى الكلمات وقتها فى أن أعبر لمن حولنا عن مدى أهمية مساعدتهم لنا، على الأقل معنويًا، ولذلك اتجهت إلى كاميرتى فهى أفضل وسيلة تعبير أعرفها.. بدأت أصوِّر تفاصيل حياتنا يومًا بيوم، وكان أملنا وقتها أن يتفهم كل من عائلتنا وأصدقائنا ما نمر به يوميًا، فقط لكى نتلقى منهم مساندة أفضل لنا.. هذا كل ما أردناه، لم نفكر يومًا فى كتاب أو معرض للصور.. كنَّا نبحث عن طريقة للنجاة.

أنجلو، صف لنا شعورك وأنت تلتقط صورًا للفتاة التى تحبها ولكن هذه المرة وهى تتألم؟

كنت أشعر بالعجز والحزن لأننى لم أستطع أن أخفف من آلامها.. ولكن لم يكن أمامى شىء آخر لأفعله لكى أساندها.

ما أقوى رد فعل تلقيته بعد عرضك لتلك الصور؟
الكثير من النساء أرسلن لى أنهن قرَّرن أن يخضعن للفحوصات الخاصة بذلك المرض، وآخريات قررن ألا يستسلمن للمرض وأن يستمررن بالعلاج بسبب صور جينيفر وما حركته من مشاعر بداخلهن وهذا هو ما أردناه أنا وزوجتى.

كما قلت، أنكما أردتما أن تساعدا الآخرين ليصبحوا على دراية أكبر بما يمر به مريض السرطان، ولكن كيف كان شعور جينيفر.. هل كانت تشعر بالأمل أم أنها كانت تعلم أنها ستخسر معركتها أما المرض؟
جينيفر كانت دائمًا إيجابية، أو ربما لم يكن لديها خيار آخر سوى ذلك.. نعم كانت على علم بمدى جدية مرضها، ولكنها وجَّهت كل جهودها لكى تجد العلاج الصحيح لمرضها والذى سيساعدها على وقف السرطان من الانتشار.

من كل هذه الصور، ما الصورة الأقرب إلى قلبك؟
الصور التى تجمعنا سويًا.

ما الكلمة التى تود أن تقولها لجينيفر الآن؟
شكرًا.

حوار أميرة سليمان

Monday, September 9, 2013

لخبطلى حالى .. آه والله

بداية كده، مش هتكلم عن حبى للأغانى الشعبية، بمهرجانتها، برقصاتها الدرجة التالتة، بالكومبو بتاعها كُله..

قصره، يوم الجمعة جاتلى Message على Whatsapp أميرة اسمعى الأغنية دى جامدة جدا، الشخصية اللى بعتتلى الأغنية دى يوم ما هستنى منها أغية هتكون أغنية ليدى جاجا الجديدة، برنس البرنسات Enrique Iglasias عمل كليب جديد، كده يعنى! المفاجأة كانت فى انها بعتتلى أغنية "لخبطلى حالى" للمطرب الشعبى المسيطر محمود الليثى، واليكم كلمات الاغنية اللى علقت معايا...

لخبطلى حالى ..ضيعتلى مالى .. على كيفك ادلع يا ولا
لو زعلان اريحه..زهقان  امرجحه

طبعا مستنين حكاية معينة أو أنى أقولكوا ليه الكلمات دى بالذات علقت معايا من باب الحشرية D:، البوست ده مفيش منه أى هدف منه غير انكوا تسمعوا الأغنية و تتبسطوا وتدلعوا نفسكوا وكداهو و تركبوا كلمات الأغنية دى على أشخاص معينة فى حياتكوا بقى، مواقف، أى حاجة أنتوا عاوزينها.. بالنسبة بقى للناس اللى عمرها ما سمعت شعبى، مهما كان المستوى الاجتماعى بتاعها، فأنتوا اكيد بتهرجوا..مش كده؟

أما الناس اللى أنا عارفة العينة بتاعتهم كويس بتوع أووه نو..أى نو ليسن تو مهرجانات، ففكوكوا كده من الأجواء دى، أنا عارفة أنكم بتسمعوهم بس فى السر

أما عن لخبطلى حالى..فعلى كيفك اتدلع يا ولا (أوكيه؟) .. ما تيجوا نشوف

لينك الأغنية http://www.youtube.com/watch?v=MeeACci3zIA 

Sunday, June 23, 2013

أحلام ...من حقها تعيش

كان يا مكان يا سعد يا اكرام ..هما مين سعد واكرام دول بالمناسبة؟؟ مش عارفة..ما علينا، منذ حوالى عام، فى رمضان الماضى تلقيت مكالمة هاتفية من أحد الأصدقاء "وراكى ايه النهاردة؟" "ولا أى حمادة، ومبردش على الاسئلة دى قبل الفطار" "طيب يلا، احنا رايحين شبرا، وهنعدى عليكى كمان ساعة"
وكانت هذا هى بداية الحكاية، قرر مجموعة من أصدقائى أن نفعل شيئا مختلفا ذلك العام، وهى أن نبعد عن مستشفى 57357 ودار الأورمان ورسالة، و غيرهم من منظمت يستطيع الكثيرون الوصول اليها بسهولة، وبالفعل قاموا بالاتصال ب140 دليل وسألوا عن دور المسنين فى منطقة شبرا، تلك التى لا يسمع عنها أحد، المهم، أخذوا العنوان اتفقنا على التقابل فى نقطة تجمع، وبدأنا من هناك، قمنا بشراء وجبات الافطار واتجهنا ال شبرا.
دار المسننين الذى ذهبنا اليه كان فى عمارة من عمارات شبرا القديمة، الشقوق وجدت طريقها الى معظم جدران المنزل، السلالم مكسّرة، كان للمنزل رائحة غريبة، لم أفهم كيف لمنزل من المفترض أنه لرعاية المسنين، يحتاج لرعاية فى الأساس.
قسمنا انفسنا الى مجموعات، كل يتولى مجموعة من المسننين، والحقيقة اننى لم أكن أتخيل ان حالهم بهذا السوء، قابلت هناك سيدة اسمها أحلام فى الخامسة والسبعون من عمرها، كرمشة جلدها كانت تعكس العمر الذى عاشته تلك السيدة، جسدها هزيل، وكل من حاستى النظر والسمع  أقل من بعضهما.
لم أكن أتخيل أن أول ما ستسألنى عنه أحلام هو ما اذا كان معى هاتف أم لا، فجاوبتها نعم؟ ولكن لماذا تحتاجين الى هاتف، ده احنا فى رمضان و انتى ست صايمة رغم كبر سنك،، فكان ردها صادم بالنسبة الى.."أريد أن أسأل على ابنى" فضلت بصالها شوية مش عارفة أرد، فنعم لقد سمعنا كثيرا عن جحود الأبناء وعقوق الوالدين، وغيرها من تسميات لسوء العلاقة بين الآباء والأبناء، ولكن أن تحضر موقفا مثل هذا، أن ترى دموع سيدة تكاد تراك، أن تشعر بالانكسار فى نبرة صوتها، دى احساس آخر.
سألت أحلام عن رقم تليفون ابنها، واتصلت به وأعطيتها الهاتف بمجرد رده، ولم تستغرق المكالمة، أيوا يا ابنى، أنا أمك، وانتهت المكالمة عند هذا، فلقد أغلق محمد الهاتف بوجهها، وأوهمتها أنا أن هناك عطل بالشبكات أو ربما العيب فى تليفونى أنا..فنظرت الى بابتسامة قائلة "اللهى يجبر بخاطرك..ممكن أحضنك؟" وبكت أحلام.. طبعا مش عاوزة أبقى دراما أكتر من كده، ولكن هذا ما حدث بالفعل.
فطرنا أنا وأحلام مع بعض بعد أن أذن الاذان، وأنهت تلك السيدة الحديث بينى وبينها "أنا عارفة انك مش هتيجى تانى زى ما بتقولى، كل اللى بيجى بيزورنا بيقولنا انه هيجى ومش بييجى تانى" فرديت عليها رد أراه من أغبى الردود اللى رديتها فى حياتى "طيب قوليلى انتى محتاجة ايه؟ أنا هسيب معاكى فلوس عشان لو احتاجتى حاجة تقدرى تجيبيها لنفسك" وبس ياسيدى، مديت ايدى فى شنطتى وبطلع الفلوس، قامت أحلام قافشة فى ايدى جامد ولم أعرف كيف أتت بهذه القوة وقالت لى "خلى فلوسك معاكى يا بنتى..احنا اللى فى سننا مش محتاج فلوس..سؤالك كفاية".
خلاصة القصة، حلو اننا نتبرع بفلوس من وقت للآخر، ولكن أن نذهب بأنفسنا ونعطى جزء من وقتنا لمن هم فعلا بحاجة اليه أهم من ذلك بكثير.
ثانيا، أذكر نفسى بهذه القصة كلما حدث خلاف بينى وبين أحد والدى، وأضعهما مكان أحلام، فبمجرد تخيلى للصورة، أشعر بالخذلان لتشاجرى معهم  واعطائى فرصة لضغوطات الحياة أن تكون سببا فى التحامل عليهما لدرجة أن نصل فى يوم ما الى ما وصلت اليه أحلام وابنها
ثالثا، بما انه مرحب شهر الصوم مرحب وكده، فمن الممكن أن نستغل فترة ما قبل الافطار وأن نبحث على من هم مثل أحلام، ربما نكون سببا فى ترك ابتسامة على وجهها أو نذكرها بأنها مازلت على قيد الحياة وأن هناك من يسأل عنها



Friday, June 7, 2013

اقرا الحادثة


اختفت فجأة أصوات السيارات من حولى، صوت الكاسيت لم يعد موجودا، لم أرى شيئا غير سواد الليل وذلك السور الكبير الذى كنت أراه قريبا جدا منى وأنا متشبسة بالدريكسيون، ولم أستطع أن أوقف سيارتى أمامه، والحقيقة أنا لا أتذكر جيدا كم كانت سرعة السيارة وقتها، ولكننى متأكدة أنه كالعادة تخطيت ال140 على طريق القاهرة/ الاسكندربة الصحراوى.
دائما ما كنت اسمع قصص عن من تعرضوا لحوادث السيارات وعن من نجا منها أو لم يكتب لهم حياة جديدة، ودائما ما كنت استمع الى نصائح المقربين منى عن ضرورة التقليل من السرعة، والتركيز أكثر فى السواقة، ومازلت أتذكر نصيحة والدى عن السواقة وهى "سوقى بالراحة..توصلى بسرعة" ، وعن أنه يجب على ألا أستخدم هاتفى المحمول اثناء القيادة وخاصة الكتابة عليه، عن ضرورة حزام الأمان الذى كنت انسى ربطه كثيرا مؤخرا وغيرها من نصائح متعلقة بنفس الأمر ولكن كان الكلام يدخل من أذن ليجد طريقه تاركا رأسى ليخرج من الأذن الأخرى، ولكننى تذكرت كل كلمة مما سبق تلك الليلة، الاف من الصور مرت برأسى، شريط حياتى، تذكرت مشاجرتى مع أمى ذلك اليوم لقلقها الزائد على، وعن خلافى مع أحد أصدقائى، تذكرت أننى لم أتحدث الى والدى فى التليفون، تلك الرسالة التى كان يجب ان ارسلها، تحدثى فى التليفون تلك الليلة الى الكثير من أصدقائى التى انقطعت الصلة بيننا لأشهر نظرا لانشغال كل منا بالحياة فقط لكى أطمئن عليهم وأسلم عليهم وغيرها من تفاصيل كثيرة مرت برأسى تلك اللحظة التى لم تتخطى عدد قليل من الثوانى ولكننى شعرت كم هى طويلة، فلقد كانت السيارة مسرعة وفقدت أنا القدرة على السيطرة عليها تماما وكنت أعلم جيدا أننى مهما فعلت، سأصطدم بذلك السور، ولا يوجد أحد بتلك المنطقة، فلن يشعر بى أحد، وحتى ان كُتب لى عمر جديد، ففى ظل انعدام الأمن الذى نعيشه مؤخرا نسبة ان اتعرض للمخاطر من قطاع الطرق كبيره جدا..فكرت أنه ربما تلك هى النهاية التى كنت دائما أخبر أحد أصدقائى المقربين عنها "نهايتى ستكون داخل السيارة"...
 اصدمت بذلك السور، وتحطم الرصيف الذى صعدت فوقه تماما، رأيت الزجاج وهو يتحطم أمام عينى، الAirbags طلعت وتركت شيئا على يدى لا أعلم ما هو حتى الآن ولكنى شعرت بألم شديد وقتها.
لم أعرف كيف استجمعت قواى ولكن عندما استوعبت اننى لم أصاب بشئ، نزلت من سيارتى ، وأصبت وقتها بحالة هيستيرية من البكاء، لا أعلم أيهما كان أقوى تلك الصدمة التى أصابتنى بتوجه السيارة بسرعة كبيرة نحو السور أم صدمة أننى لم تنزل منى نقطة دماء واحدة، فقط ذلك الوجع الذى ظهر بعد ذلك فى صورة كدمات...ربما الصدمة كانت فى أن حياتى كانت على المحك فى لحظة ولكننى حظيت بفرصة جديدة..لا أعلم.

لحظة مرعبة لن يتخيلها الا من مر بشئ مماثل، و لن تنتهى حتى اذا نجوت، فستظل تلك الصورة برأسك لأيام ثم تطاردك من آن لآخر...ولكنك لست بحاجة الى أن تعيش مثل هذه اللحظة لكى تجمح حصان تهورك، لكى تستمع الى ما نسميه بالنصائح المملة، فنحن مازلنا غير مستعدين لكى نغادر الحياة الآن، وبالتأكيد لا نريد أن نغادرها هكذا، فالدمار النفسى الذى تسببه مثل تلك الحوادث من الصعب تخطيه، حتى اذا نجوت جسديا، الذى لن يلحق بك فقط، بل بمن يحبوك أيضا، نعم السواقة بسرعة ممتعة جدا،ولكن عواقبها أكبر بكثير.

نظرة الخوف اللى شوفتها فى عين الناس اللى بتحبنى هى اللى هتخلينى اخد بالى منى بعد كده.
السواقة فعلا ملهاش كبير
وأخيرا..الحمدلله

Tuesday, May 28, 2013

عريس فى الـ Inbox


فى يوم عادى جدًا من أيام ربّنا، صحيت الصبح بدرى.. لأ ما روحتش الجيم علشان أجرى ولا حاجة، أنا رُحت الشغل، ومثلى مثل الكثيرين فى هذا البلد، عندى إيميل خاص بالشغل وده بافتحه لما باكون مستنية إيميل معين، أو هابعت منه إيميل رسمى. الفكرة إنه بمجرد وصولى إلى المكتب طلب منى أحد الزملاء التأكد من أن الإيميل يعمل، المهم دخلت على الإيميل وإذا بى أتفاجأ، ليس بوجود رسالة جديدة، ولكن بعنوان الرسالة.."عريس".. طبعًا اختفى ذلك الزميل من أمامى رغم وجوده بالغرفة، بس مبقتش شايفاه.. قررت أفتح الإيميل وأقرأه وكان كالتالى:
"صباح الخير، أنا اسمى (...) باشتغلArt Director  فى شركة دعاية كبيرة.. بجد مش بهزر، أنا معجب بيكى جدًا وعايز أتجوزك. ولو إنتى مخطوبة أو متجوزة ربنا يوفقك ولو مش مرتبطة، وده يا ريت طبعًا.. ههه.. يبقى حظى حلو. ممكن تكون الطريقة غريبة بس عادى. يا ريت نتعرف وأنا جاااد جدًااا فى الموضوع ده".

المهم سرحت بخيالى.. "الفستان الأبيض، الطرحة، المعازيم" لأ لأ.. مش ده اللى سرحت فيه خالص، أنا السؤال اللى كان بيردده مخى اللمض كعادته "أيوا يعنى، حضرتك عاوز إيه؟" وبغض النظر عن "ههه" اللى لم أتوقع أن يصلنى إيميل أو حتى SMS  يحتوى على "ههه" بالعربى، بس مش هنقف عند الحاجات دى، جااااد جدًااا إزاى يعنى؟ جواز؟ طيب هو حضرتك شفت منى إيه غير كام مقالة، و3 صور اتغيرت بالتناوب وولا واحدة فيها شبه التانية، وولا واحدة فيها عارفة توصل شكلى الحقيقى بجد، أما المقالات، فهى مقالات رأى عن أشياء تحدث فى الفترة الحالية، أو عن وجهة نظرى اللى ممكن جدًا تتغير بعد وقت لاكتسابى خبرات جديدة، أو أصحى يوم أقرر إنى أختلف معايا فى كل ما آمنت به من آراء وأقرر أعيش حياة حمادة تانية خالص عما أعيشه الآن.

ولذلك، قررت أن أرد على الرسالة هنا؛ بص يا سيدى، أولاً شكرًا جزيلاً على شعورك المرهف، وجديتك "جدًااا"  فى الموضوع. وماتتخضش لو حصل ولقيت صورة من الإيميل على انستجرام وتويتر الخاصين بى "محتوى الإيميل بس.. متقلقش".. أنا أصلى الصدمة مكانتش سايعانى.. وكنت قد أردت التأكد من أنى مش أنا بس اللى الموضوع صادم بالنسبة لى.

إحنا فى عام 2013، فباتخاذك قرار الزواج عليك أن تعلم أنك مقبل على خطوة هامة، سامعاك وأنت بتقول طيب مانا عارف، هاقولك لأ، إنت مش عارف، أولاً كيف لك أن تعجب بشخص لم تقابله ولو حتى مرة واحدة، لأ وكمان تقرر إنك تتجوزه، والحقيقة إذا بدر إلى ذهن أحدكم لماذا لم أتخذ الخطوة لأقابله، وأسمع منه، وأنه ربما يقنعنى بوجهة نظره، فبصراحة لم تخطر ببالى الفكرة من الأساس لأننى غير مقتنعة بالمبدأ من أصله، أى نعم.. أنا اتفرجت قبل كده على فيلم You've got mail بتاع ميج رايان وتوم هانكس اللى قعدوا يحبوا بعض على الإيميل شوية، واتقابلوا وطلعوا أصلاً يعرفوا بعض فى الحقيقة، وآه هو بصراحة من الأفلام المفضلة لدى الكثيرين، خاصة أنه انتهى النهاية السعيدة المتوقعة، ولكن جو الأفلام، والخيال العلمى خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية، بصراحة مبيأكلش عيش..الأفلام العاطفية حمادة وأرض الواقع حمادة تانى خالص، وهى تقريبًا السبب ورا إننا رفعنا سقف توقعاتنا، اللى الوقعة منه بقت بتجيب أجل الواحد.

ولذلك، قررت إنى مش هارد بصفة شخصية على الإيميل بتاعك، لأنى ماعرفكش، ولا أنت أصلاً تعرفنى كويس.

وأخيرًا، ماتصدقش أى حاجة تتقالك أو أى حاجة بتقراها، فكر كويس إنت بتدى ثقتك لمين، كن مرهف المشاعر يا عزيزى ولكن فيما لا يتعلق بمستقبلك.


Tuesday, May 21, 2013

المزيكاتيا .. "وجنانى ده عين العقل ..تقدر تتجنن زى؟"



ليلة جديدة من ليال القاهرة، الشوارع مكدسة بالسيارات، أصوات الكلاكسات تهيمن على أذان الناس، وكلٍ يسير هائم على وجهه متجها الى حيث لا يعلم.. هائم؟ ايه هائم دى؟! ما علينا
المهم يا سيدى جالى تليفون من أحد أصدقائى "على فكرة أحمد هيمن فى الزمالك بطبلة عند كافيه ولعة" ركنت عربيتى وققرت اروح أسلم عليه كونه أحد أصدقائى فى الاصل، ومكانش هيمن بس اللى موجود هناك، كان أعضاء فريق المزيكاتيا كلهم.. ودى بقى حكايتهم


المزيكاتيا هما ناس هاوية تلعب مزيكا، بس قرروا يعملوا حاجة بنشوفها دايما فى شوارع أوروبا، بس عمرنا ما تخيلنا اننا نشوفها فى مصر، ألا وهى انك نشوف ناس بتلعب مزيكا فى الشارع، المزيكاتيا أصلهم مش مزيكاتيا أصلا، كل منهم يعمل فى مجال مختلف، صديقى مثلا مصور صحفى، وناجح جدا فى مجاله، بس بيحب المزيكا، وفى علاقة بين وبين الطبلة ولا أكنها حبيبته، المزيكاتيا قرروا ينزلوا يلعبوا مزيكا فى الشارع،  مش حفلة، ولا عشان فلوس، ولا أى عائد مادى خالص.. مزيكا من اجل الانبساط..هما يتبسطوا..والناس اللى فى الشارع يتبسطوا شوفوا صفحتهم المزيكاتيا على الفيسبوك وأنتوا تفهموا قصدى.

ونرررجع تانى لليلة المفاجأة، اللى قررت أروح أسلم فيها على صديقى، طبعا مكانش ينفع ألاقى المزيكاتيا فى الشارع ومكملش باقى اليوم معاهم، خاصة وأنهم كانوا فى الزمالك، يعنى أمان.
قرر صديقى أن يبتعد عن ذلك الكافيه، لأن ليس ذلك هو الجمهور الذى يبحث عنه، فهو يريد عامة الشعب، اللى ماشيين فى الشارع، واستقر بنا الحال عند محطة البنزين اللى على ناصية شارع البرازيل، قفشت معاه يقف هناك، وكلنا استسلمنا لقراره..بنزينة!! وماله يا عم هو احنا صغيرين؟!

بدأ المزيكاتيا فى اللعب والدندنة، وكان أول من شجعوهم هم العاملين فى البنزينة، فى الأول اكتفوا بالفرجة، ومقدرتش أفهم الكلام اللى فى عينيهم، وكأن ما يدور فى عقولهم "شكلهم مجانين.. وماله ياعم، مجانين بس أهم مسلينا"، بدأ بعض الناس فى الالتفاف حولنا، ومشاعرهم المختلطة كانت هى المسيطرة على تعابير وجوههم، فهى خليط من الاندهاش، والفرحة، والترقب لما سيفعله هؤلاء المجانين الذين يلعبون المزيكا فى الشارع.
وفى عز ما احنا مندمجين، جاء ذلك الشرطى ليخبرنا أن الجيران منزعجين من صوت المزيكا (منزعجين؟!! ده احنا فى شارع 26 "ازعاج" يوليو..يعنى كلاكسات..موتسيكلات..ما علينا) فعزم عليه صديقى انه يقعد ويسمع مزيكا..فرد عليه "لأ..أنا مبحبش المزيكا أصلا...المزيكا من الشيطان" ..بس كده أقطم، دخلنا فى حارة سد..الجيران متضايقين؟ طيب هنحاول نتصرف..وعادى جدا المزيكاتيا كملوا زى ما هما.

بدأت الاعداد تتزايد، واللى يقف شوية يسمعلوا أغنية ويمشى، الراجل بتاع ديلفرى الكشرى، اللى ركن الموتوسيكل وقرر ينزل يصور بموبايله وفكس للطلب..ده غير انه عزم علينا بيه أصلا، البواب اللى لابس جلابية، وققر يسيب اللى فى ايده ويرقص وعلى وشه ابتسامة مفارقتهوش طول ما هو بيرقص، ذلك الشاب النوبى اللى لما سأله صديقى حافظ ايه لمنير عشان نلعبهولك، كان رده بتلقائية "عيب عليك السؤال ده" وقعدوا يغنوا أغانى لمنير، على أغانى نوبى حاجة ميكس كده حلو،  الفكرة أنه استوقفنى أن بعض الناس مشافوناش، ولا حتى سمعونا، مع أنهم عدوا من جنبنا، ولا أكننا موجودين...ماشيين زى ما هما فى طرقهم، أيا كانت جهة الوصول، تعابير وشهم واحدة، وسرعة خطوتهم تقريبا واحدة.

انتهت ليلة المزيكاتيا بكلمة من رئيس الوردية اللى فى البنزينة "انتوا انتزعتوا بسمة من على شفايف ماتت" ممكن ناس تشوف الكلمة دراما أوى، لكن الراجل فعلا كان بيتكلم من قلبه، تقريبا الناس فعلا شفايفها ماتت، نفسها تتبسط، بس مش عارفين ازاى، أو تقريبا نسيوا ان طرق الانبساط بسيطة جدا، المزيكاتيا عرفوا يتبسطوا ويبسطوا ناس كتير معاهم، مش لازم يكون ليك فى المزيكا عشان تتبسط، بس دعبس جوا كراكيب روحك..هتلاقى حاجة أكيد بتحب تعملها وبتبسطك، وممكن تبسط بيها اللى حواليك، حتى لو الناس هتشوفك مجنون ..رد عليهم رده مدحت صالح وشريف منير فى أغنية المليونيرات "وجنانى ده عين العقل ..تقدر تتجنن زى؟"