فى يوم عادى جدًا
من أيام ربّنا، صحيت الصبح بدرى.. لأ ما روحتش الجيم علشان أجرى ولا حاجة، أنا
رُحت الشغل، ومثلى مثل الكثيرين فى هذا البلد، عندى إيميل خاص بالشغل وده بافتحه
لما باكون مستنية إيميل معين، أو هابعت منه إيميل رسمى. الفكرة إنه بمجرد وصولى إلى
المكتب طلب منى أحد الزملاء التأكد من أن الإيميل يعمل، المهم دخلت على الإيميل وإذا
بى أتفاجأ، ليس بوجود رسالة جديدة، ولكن بعنوان الرسالة.."عريس".. طبعًا
اختفى ذلك الزميل من أمامى رغم وجوده بالغرفة، بس مبقتش شايفاه.. قررت أفتح الإيميل
وأقرأه وكان كالتالى:
"صباح
الخير، أنا اسمى (...) باشتغلArt Director فى شركة دعاية كبيرة.. بجد مش
بهزر، أنا معجب بيكى جدًا وعايز أتجوزك. ولو إنتى مخطوبة أو متجوزة ربنا يوفقك ولو
مش مرتبطة، وده يا ريت طبعًا.. ههه.. يبقى حظى حلو. ممكن تكون الطريقة
غريبة بس عادى. يا ريت نتعرف وأنا جاااد جدًااا فى الموضوع ده".
المهم سرحت
بخيالى.. "الفستان الأبيض، الطرحة، المعازيم" لأ لأ.. مش ده اللى سرحت
فيه خالص، أنا السؤال اللى كان بيردده مخى اللمض كعادته "أيوا يعنى، حضرتك
عاوز إيه؟" وبغض النظر عن "ههه" اللى لم أتوقع أن يصلنى إيميل أو
حتى SMS يحتوى على "ههه" بالعربى، بس مش هنقف
عند الحاجات دى، جااااد جدًااا إزاى يعنى؟ جواز؟ طيب هو حضرتك شفت منى إيه غير كام
مقالة، و3 صور اتغيرت بالتناوب وولا واحدة فيها شبه التانية، وولا واحدة فيها عارفة
توصل شكلى الحقيقى بجد، أما المقالات، فهى مقالات رأى عن أشياء تحدث فى الفترة
الحالية، أو عن وجهة نظرى اللى ممكن جدًا تتغير بعد وقت لاكتسابى خبرات جديدة، أو
أصحى يوم أقرر إنى أختلف معايا فى كل ما آمنت به من آراء وأقرر أعيش حياة حمادة
تانية خالص عما أعيشه الآن.
ولذلك، قررت أن
أرد على الرسالة هنا؛ بص يا سيدى، أولاً شكرًا جزيلاً على شعورك المرهف، وجديتك
"جدًااا" فى الموضوع. وماتتخضش
لو حصل ولقيت صورة من الإيميل على انستجرام وتويتر الخاصين بى "محتوى الإيميل
بس.. متقلقش".. أنا أصلى الصدمة مكانتش سايعانى.. وكنت قد أردت التأكد من أنى
مش أنا بس اللى الموضوع صادم بالنسبة لى.
إحنا فى عام
2013، فباتخاذك قرار الزواج عليك أن تعلم أنك مقبل على خطوة هامة، سامعاك وأنت
بتقول طيب مانا عارف، هاقولك لأ، إنت مش عارف، أولاً كيف لك أن تعجب بشخص لم
تقابله ولو حتى مرة واحدة، لأ وكمان تقرر إنك تتجوزه، والحقيقة إذا بدر إلى ذهن
أحدكم لماذا لم أتخذ الخطوة لأقابله، وأسمع منه، وأنه ربما يقنعنى بوجهة نظره،
فبصراحة لم تخطر ببالى الفكرة من الأساس لأننى غير مقتنعة بالمبدأ من أصله، أى نعم..
أنا اتفرجت قبل كده على فيلم You've got mail بتاع ميج رايان وتوم هانكس اللى
قعدوا يحبوا بعض على الإيميل شوية، واتقابلوا وطلعوا أصلاً يعرفوا بعض فى الحقيقة،
وآه هو بصراحة من الأفلام المفضلة لدى الكثيرين، خاصة أنه انتهى النهاية السعيدة
المتوقعة، ولكن جو الأفلام، والخيال العلمى خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية،
بصراحة مبيأكلش عيش..الأفلام العاطفية حمادة وأرض الواقع حمادة تانى خالص، وهى
تقريبًا السبب ورا إننا رفعنا سقف توقعاتنا، اللى الوقعة منه بقت بتجيب أجل
الواحد.
ولذلك، قررت إنى
مش هارد بصفة شخصية على الإيميل بتاعك، لأنى ماعرفكش، ولا أنت أصلاً تعرفنى كويس.
وأخيرًا، ماتصدقش
أى حاجة تتقالك أو أى حاجة بتقراها، فكر كويس إنت بتدى ثقتك لمين، كن مرهف المشاعر
يا عزيزى ولكن فيما لا يتعلق بمستقبلك.
No comments:
Post a Comment