Tuesday, May 28, 2013

عريس فى الـ Inbox


فى يوم عادى جدًا من أيام ربّنا، صحيت الصبح بدرى.. لأ ما روحتش الجيم علشان أجرى ولا حاجة، أنا رُحت الشغل، ومثلى مثل الكثيرين فى هذا البلد، عندى إيميل خاص بالشغل وده بافتحه لما باكون مستنية إيميل معين، أو هابعت منه إيميل رسمى. الفكرة إنه بمجرد وصولى إلى المكتب طلب منى أحد الزملاء التأكد من أن الإيميل يعمل، المهم دخلت على الإيميل وإذا بى أتفاجأ، ليس بوجود رسالة جديدة، ولكن بعنوان الرسالة.."عريس".. طبعًا اختفى ذلك الزميل من أمامى رغم وجوده بالغرفة، بس مبقتش شايفاه.. قررت أفتح الإيميل وأقرأه وكان كالتالى:
"صباح الخير، أنا اسمى (...) باشتغلArt Director  فى شركة دعاية كبيرة.. بجد مش بهزر، أنا معجب بيكى جدًا وعايز أتجوزك. ولو إنتى مخطوبة أو متجوزة ربنا يوفقك ولو مش مرتبطة، وده يا ريت طبعًا.. ههه.. يبقى حظى حلو. ممكن تكون الطريقة غريبة بس عادى. يا ريت نتعرف وأنا جاااد جدًااا فى الموضوع ده".

المهم سرحت بخيالى.. "الفستان الأبيض، الطرحة، المعازيم" لأ لأ.. مش ده اللى سرحت فيه خالص، أنا السؤال اللى كان بيردده مخى اللمض كعادته "أيوا يعنى، حضرتك عاوز إيه؟" وبغض النظر عن "ههه" اللى لم أتوقع أن يصلنى إيميل أو حتى SMS  يحتوى على "ههه" بالعربى، بس مش هنقف عند الحاجات دى، جااااد جدًااا إزاى يعنى؟ جواز؟ طيب هو حضرتك شفت منى إيه غير كام مقالة، و3 صور اتغيرت بالتناوب وولا واحدة فيها شبه التانية، وولا واحدة فيها عارفة توصل شكلى الحقيقى بجد، أما المقالات، فهى مقالات رأى عن أشياء تحدث فى الفترة الحالية، أو عن وجهة نظرى اللى ممكن جدًا تتغير بعد وقت لاكتسابى خبرات جديدة، أو أصحى يوم أقرر إنى أختلف معايا فى كل ما آمنت به من آراء وأقرر أعيش حياة حمادة تانية خالص عما أعيشه الآن.

ولذلك، قررت أن أرد على الرسالة هنا؛ بص يا سيدى، أولاً شكرًا جزيلاً على شعورك المرهف، وجديتك "جدًااا"  فى الموضوع. وماتتخضش لو حصل ولقيت صورة من الإيميل على انستجرام وتويتر الخاصين بى "محتوى الإيميل بس.. متقلقش".. أنا أصلى الصدمة مكانتش سايعانى.. وكنت قد أردت التأكد من أنى مش أنا بس اللى الموضوع صادم بالنسبة لى.

إحنا فى عام 2013، فباتخاذك قرار الزواج عليك أن تعلم أنك مقبل على خطوة هامة، سامعاك وأنت بتقول طيب مانا عارف، هاقولك لأ، إنت مش عارف، أولاً كيف لك أن تعجب بشخص لم تقابله ولو حتى مرة واحدة، لأ وكمان تقرر إنك تتجوزه، والحقيقة إذا بدر إلى ذهن أحدكم لماذا لم أتخذ الخطوة لأقابله، وأسمع منه، وأنه ربما يقنعنى بوجهة نظره، فبصراحة لم تخطر ببالى الفكرة من الأساس لأننى غير مقتنعة بالمبدأ من أصله، أى نعم.. أنا اتفرجت قبل كده على فيلم You've got mail بتاع ميج رايان وتوم هانكس اللى قعدوا يحبوا بعض على الإيميل شوية، واتقابلوا وطلعوا أصلاً يعرفوا بعض فى الحقيقة، وآه هو بصراحة من الأفلام المفضلة لدى الكثيرين، خاصة أنه انتهى النهاية السعيدة المتوقعة، ولكن جو الأفلام، والخيال العلمى خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية، بصراحة مبيأكلش عيش..الأفلام العاطفية حمادة وأرض الواقع حمادة تانى خالص، وهى تقريبًا السبب ورا إننا رفعنا سقف توقعاتنا، اللى الوقعة منه بقت بتجيب أجل الواحد.

ولذلك، قررت إنى مش هارد بصفة شخصية على الإيميل بتاعك، لأنى ماعرفكش، ولا أنت أصلاً تعرفنى كويس.

وأخيرًا، ماتصدقش أى حاجة تتقالك أو أى حاجة بتقراها، فكر كويس إنت بتدى ثقتك لمين، كن مرهف المشاعر يا عزيزى ولكن فيما لا يتعلق بمستقبلك.


Tuesday, May 21, 2013

المزيكاتيا .. "وجنانى ده عين العقل ..تقدر تتجنن زى؟"



ليلة جديدة من ليال القاهرة، الشوارع مكدسة بالسيارات، أصوات الكلاكسات تهيمن على أذان الناس، وكلٍ يسير هائم على وجهه متجها الى حيث لا يعلم.. هائم؟ ايه هائم دى؟! ما علينا
المهم يا سيدى جالى تليفون من أحد أصدقائى "على فكرة أحمد هيمن فى الزمالك بطبلة عند كافيه ولعة" ركنت عربيتى وققرت اروح أسلم عليه كونه أحد أصدقائى فى الاصل، ومكانش هيمن بس اللى موجود هناك، كان أعضاء فريق المزيكاتيا كلهم.. ودى بقى حكايتهم


المزيكاتيا هما ناس هاوية تلعب مزيكا، بس قرروا يعملوا حاجة بنشوفها دايما فى شوارع أوروبا، بس عمرنا ما تخيلنا اننا نشوفها فى مصر، ألا وهى انك نشوف ناس بتلعب مزيكا فى الشارع، المزيكاتيا أصلهم مش مزيكاتيا أصلا، كل منهم يعمل فى مجال مختلف، صديقى مثلا مصور صحفى، وناجح جدا فى مجاله، بس بيحب المزيكا، وفى علاقة بين وبين الطبلة ولا أكنها حبيبته، المزيكاتيا قرروا ينزلوا يلعبوا مزيكا فى الشارع،  مش حفلة، ولا عشان فلوس، ولا أى عائد مادى خالص.. مزيكا من اجل الانبساط..هما يتبسطوا..والناس اللى فى الشارع يتبسطوا شوفوا صفحتهم المزيكاتيا على الفيسبوك وأنتوا تفهموا قصدى.

ونرررجع تانى لليلة المفاجأة، اللى قررت أروح أسلم فيها على صديقى، طبعا مكانش ينفع ألاقى المزيكاتيا فى الشارع ومكملش باقى اليوم معاهم، خاصة وأنهم كانوا فى الزمالك، يعنى أمان.
قرر صديقى أن يبتعد عن ذلك الكافيه، لأن ليس ذلك هو الجمهور الذى يبحث عنه، فهو يريد عامة الشعب، اللى ماشيين فى الشارع، واستقر بنا الحال عند محطة البنزين اللى على ناصية شارع البرازيل، قفشت معاه يقف هناك، وكلنا استسلمنا لقراره..بنزينة!! وماله يا عم هو احنا صغيرين؟!

بدأ المزيكاتيا فى اللعب والدندنة، وكان أول من شجعوهم هم العاملين فى البنزينة، فى الأول اكتفوا بالفرجة، ومقدرتش أفهم الكلام اللى فى عينيهم، وكأن ما يدور فى عقولهم "شكلهم مجانين.. وماله ياعم، مجانين بس أهم مسلينا"، بدأ بعض الناس فى الالتفاف حولنا، ومشاعرهم المختلطة كانت هى المسيطرة على تعابير وجوههم، فهى خليط من الاندهاش، والفرحة، والترقب لما سيفعله هؤلاء المجانين الذين يلعبون المزيكا فى الشارع.
وفى عز ما احنا مندمجين، جاء ذلك الشرطى ليخبرنا أن الجيران منزعجين من صوت المزيكا (منزعجين؟!! ده احنا فى شارع 26 "ازعاج" يوليو..يعنى كلاكسات..موتسيكلات..ما علينا) فعزم عليه صديقى انه يقعد ويسمع مزيكا..فرد عليه "لأ..أنا مبحبش المزيكا أصلا...المزيكا من الشيطان" ..بس كده أقطم، دخلنا فى حارة سد..الجيران متضايقين؟ طيب هنحاول نتصرف..وعادى جدا المزيكاتيا كملوا زى ما هما.

بدأت الاعداد تتزايد، واللى يقف شوية يسمعلوا أغنية ويمشى، الراجل بتاع ديلفرى الكشرى، اللى ركن الموتوسيكل وقرر ينزل يصور بموبايله وفكس للطلب..ده غير انه عزم علينا بيه أصلا، البواب اللى لابس جلابية، وققر يسيب اللى فى ايده ويرقص وعلى وشه ابتسامة مفارقتهوش طول ما هو بيرقص، ذلك الشاب النوبى اللى لما سأله صديقى حافظ ايه لمنير عشان نلعبهولك، كان رده بتلقائية "عيب عليك السؤال ده" وقعدوا يغنوا أغانى لمنير، على أغانى نوبى حاجة ميكس كده حلو،  الفكرة أنه استوقفنى أن بعض الناس مشافوناش، ولا حتى سمعونا، مع أنهم عدوا من جنبنا، ولا أكننا موجودين...ماشيين زى ما هما فى طرقهم، أيا كانت جهة الوصول، تعابير وشهم واحدة، وسرعة خطوتهم تقريبا واحدة.

انتهت ليلة المزيكاتيا بكلمة من رئيس الوردية اللى فى البنزينة "انتوا انتزعتوا بسمة من على شفايف ماتت" ممكن ناس تشوف الكلمة دراما أوى، لكن الراجل فعلا كان بيتكلم من قلبه، تقريبا الناس فعلا شفايفها ماتت، نفسها تتبسط، بس مش عارفين ازاى، أو تقريبا نسيوا ان طرق الانبساط بسيطة جدا، المزيكاتيا عرفوا يتبسطوا ويبسطوا ناس كتير معاهم، مش لازم يكون ليك فى المزيكا عشان تتبسط، بس دعبس جوا كراكيب روحك..هتلاقى حاجة أكيد بتحب تعملها وبتبسطك، وممكن تبسط بيها اللى حواليك، حتى لو الناس هتشوفك مجنون ..رد عليهم رده مدحت صالح وشريف منير فى أغنية المليونيرات "وجنانى ده عين العقل ..تقدر تتجنن زى؟"

Tuesday, May 14, 2013

أصل أنا عندى اكتئاب، ساعة يروح و عشرة يجى


احساس بالغضب تجاه كل شئ، أصوات الناس جميعا مزعجة، حتى الاشياء التى تحبها تفقد طعمها، النور لازم يكون مقفول، تفضل الجلوس وحدك،  بتركز أكتر فى كلمات الأغنية اللى ممكن تكون بقالك كتير بتسمعها، وهتحاول تتشقلب أنك تربط بينها وبين تفاصيل حياتك اللى انت عايشها لحظة ما بتسمع الأغنية، حتى لو بتسمع أغنية عاطفية مثلا، وأنت متخانق مع أهلك هتلاقى طريقة انك تربط بينها وبين حالتك المزاجية، تميل الى ارتداء الألوان الغامقة، احساس مستمر بالزهق، مبروك انه الاكتئاب.

 بقالى تقريبا سنتين أو أكتر مش عارفة أعد لتكرار الاحداث، المهم.. كل ما أخرج مع ناس أيا كان سنهم أو مستواهم الاجتماعى أو حتى وظيفتهم الا و أنا بسمع جملة "أنا مكتئب.. أنا مكتئبة" الى أن وصل الحال بى انه لو حصل وإكتئبت، بلاقى ناس أكتئب معاها عادى، الفكرة انه الموضوع مش بيتوقف عند فكرة "يلا نكتئب مع بعض ونعيش فى الاكتئاب لاند" احنا كمان بقى بنفكر فى طرق الخروج الى هى بمعنى أصح طرق للهروب، عندك اللى بيطلع اكتئابه فى انه يُقعد يفرك بالعربية فى شوارع القاهرة فيتزنق فى الزحمة فيكتئب أكتر، أو يضربله كام علبة  سجاير، أو انه يحرق حجرين شيشة، أو بقى يتحول الى شاب Clubbing ويبقى شعاره أو شعارها فى الحياة "أنا بشرب عشان أنسى"، والحقيقة انه كل ما سبق بيحبسنا فى دائرة الاكتئاب المغلقة أول ما بنخلص فرك فى كل ماسبق، لأن ولا حاجة من دول بتحل.
المفروض بقى أنه أسلم حل للمحاولة للخروج من حفرة الاكتئاب، أننا نتكلم مع دكتور نفسى، المصيبة أنى قابلت دكتور نفسى  بالصدفة البحتة و اسمه معرف جدا، لسه بقوله يا دكتور نعمل ايه فى الاكتئاب اللى احنا فيه، قالى اسكُتى، أنا شخصيا عندى اكتئاب ولسه عامل عملية قلب مفتوح و حاجات كتير قعد يرصهالى بس أنا كنت شايفه بس شفايف بتتحرك بس مش سامعة صوت، مخى سافر فى حتة تانية، أروح فين أنا يعنى،  لما حضرتك مكتئب نعمل احنا ايه، فقررت أنه أصلا موضوع الدكتور النفسى ده مش هينفع معايا، هروح أتكلم و يسمعنى وبعدين، ولا أى حاجة خالص، المشكلة فيا، يبقى أنا أحسن حد يحلها.

واليكم بعد الطرق اللى جربتها للخروج من الحفرة:

أولا، ادخل خُد دش دافى، وبعدها افتح المايه الساقعة، متخافش دى مش واحدة من طرق طرق تعذيب نادية الجندى فى مهمة فى تل أبيب، بس شوف بعدها هتحس انك فوقت ازاى من حالة الضعف والكسل اللى كنت فيها.

ثانيا، اخرج، شوف ناس جديدة، اسمع قصص مختلفة، روح أماكن جديدة، شوف الشمس، قعدتك فى البيت، أو قعدتك لوحدك اصلا مش هتحل المشكلة، ممكن أوى مشكلتك تتحل من خلال الناس، أو أنت تتغير وساعتها نظرتك للأمور هتختلف، فالحاجات اللى كانت معقدة هتتفك.

أقرا، أو ادخل على يوتيوب، اكتب مثلا كلمة Nick Vujici ، الراجل ده اتولد وعاش طول حياته من غير ايدين ولا رجلين، ولكن دائما ما كانت تستوقفنى الابتسامة التى لم تفارق وجهه، ده مش بس كده، انت هتشوف فيديوهات ليه وهو بيعوم، وبيعمل سيرفينج وسكاى دايفنج كمان. Nick Vujici أتجوز وخلف قريب، مفضلش قاعد مكتئب على الحاجات اللى اتولد وهى مش عنده ولا على ظروف حياته الصعبة ولا على العقبات اللى بتواجهه كل يوم، بالعكس هو سخر كل حاجة حواليه عشان تتماشى مع ظروفه، عرف يعيش ويتعايش.
المورال، فكك من اللى انت فيه، الحياة مينفعش تقف على حاجة ولا حد. اضحك، الضحك عدوى، كن انت مصدر سعادة لنفسك عشان ده ينعكس على الآخرين، الاكتئاب به سم قاتل.


Monday, May 6, 2013

اتطلقوا قبل ما تتجوزوا


مؤخرا أصبح الانفصال و الطلاق هو موضة فى مجتمعنا أو نهجا يسير عليه الناس، وبعد أن كنا كأجيال جديدة يتم وصفنا بأننا هوائيين و نفسنا قُصير، أصبح الطلاق هو الحل الأمثل و الأسهل لمن تواجهه المشاكل فى الأجيال القديمة أيضا، ظنا منهم أن هذه هى الطريقة الوحيدة لكى ينعم الأبناء بحياه يُغلفها الهدوء، و لكن فى حقيقة الأمر، يغفل دائما الأباء فى أن يأخذوا رأي أولادهم ما إذا كان ذلك هو حقا ما سيوفر لهم حياة أفضل أم لا. هل تعلموا أن المنطق قد يكون غير منطقيا فى تلك الحالة؟

عزيزى الأب و الأم اللذان قررا الانفصال، هل تعلموا الآتى:

هل تعلموا أنهم دائما ما يفتقدوا وجودكم فى حياتهم حتى و ان كنتم مازلتوا على قيد الحياة، فأكم من أجازات و مناسبات من الطبيعى أن يجتمع فيها شمل العائلة و لكن يكون دائما طرفا منكم غائبا، حتى و ان تواجد فى نفس المكان، فنظرا لإنعدام التواصل مع بعضكم البعض حتى و ان قمتم بتحية بعضكم الآخر؟ أولادكم يشعرون بهذا، ليس لحساسيتهم الفرطة أو شيئا و لكنهم جزءا منكم

هل تعلموا أن فى كثير من الأوقات يشعر أبناؤكم بالضعف و الحزن عندما يسيروا فى الشارع أو يتواجدوا فى مكان ما و يروا أسرة مكتملة عناصرها، و يهمسون الى أنفسهم، لماذا؟ لما لم يعد لدينا الحق أن نشعر بهذا، أن نستمتع بوجودكما معا؟

بعد قرار انفصالكما، يصبح أولادكما كائنات هشة، بغض النظر عن محاولتهم المستميتة فى أن يظهروا دائما فى صورة أقوى مما هم عليها؟

هل تعلم عزيزى الأب أنه ليس بمجرد توليك أالأمور المادية للمنزل، أصبحت توفى حقوقك تجاه أولادك، و ليس بخروجة آخر الأسبوع أو اجتماعك مع أولادك من وقت لآخر هو ما يملئ تلك الفجوة التى أصابتهم بها بجرة قلم؟

هل تعلمى عزيزتى الأم أنه مهما قمتى بتضحيات من أجل أولادك، و مهما كان يقدرونك و يقدروا ما فعلته من أجلهم، الا أنك مازلتى لا تستطيعى أن تكونى الأم و الأب معا؟

هل تعلم عزيزى الأب قيمة الحضن؟ أن تقبل أولادك يوميا و تشعرهم بحنانك؟ هل تستطيع أن توفر ذلك بذهابك، بإنهائك لمشوار بدأته و أنهيته بجرة قلم؟

هل تعلموا أن مسئوليتكم تجاه أولادكم لا تنحصر فى وضع قوانين لكى يسيروا عليها مثل المواعيد و الشكل الاجتماعى و غيرها من فرمانات أبوية.

الى كل أب و كل أم قرروا أن يتزوجوا ليبدؤا مشوار كفاح، ذلك المشوار لا ينحصر فى نجاح كل منكما على تكوينكم منزل من 4 حيطان عشان يلم العيلة، ولا نجاح كل منكما فى عمله ولا حتى فى فكرة أنكم أنجبتم، فبمجرد انجابكم لأولادكم يبدأ كفاح من نوع آخر، و هو ليس أن توفروا لهم حياة جيدة من حيث المأكل و الملبس و التعليم و غيره من أشياء يستطيع أى شخصا أن يقوم بها، فأنتم مسئولون عن الحياة النفسية لأولادكم قبل كل شئ.

فالحقيقة أننا نظن أن صلة الرحم التى يحثنا عليها ديننا تتلخص فى مكالمة تليفونية أو زيارات عائليه لكى نريح ضمائرنا، ولكن كلمة الصلة هى أعمق بكثير من ذلك.

ولذلك ان قررتما الإنفصال أيا كان السبب، عليكم أن تعلموا أنكم مطالبان أكثر من أى أب و أم آخرين أن توفروا الضعف من كل شيئا.. الضعف من الاهتمام و الحنان.. عليكم أن تتواصلوا مع اولادكم، أن تقرأوا ما بداخلهم و الذى تعجز ألسنتهم دائما فى التعبير عنه بشكل جيد.

أن كنتم لا تستطيعوا أن تعوا ما سبق، ان كنتم لا تعلموا ما يمر به أولادكم كرد فعل لقرارتكم، ان كنتم مازلتوا تظنوا خطئا ان قرارتكم هى حق لكم و ليس لابناؤكم الحق فى أن يكونوا جزءا منها، فيا ريت تتطلقوا قبل ما تتجوزوا.