Monday, May 6, 2013

اتطلقوا قبل ما تتجوزوا


مؤخرا أصبح الانفصال و الطلاق هو موضة فى مجتمعنا أو نهجا يسير عليه الناس، وبعد أن كنا كأجيال جديدة يتم وصفنا بأننا هوائيين و نفسنا قُصير، أصبح الطلاق هو الحل الأمثل و الأسهل لمن تواجهه المشاكل فى الأجيال القديمة أيضا، ظنا منهم أن هذه هى الطريقة الوحيدة لكى ينعم الأبناء بحياه يُغلفها الهدوء، و لكن فى حقيقة الأمر، يغفل دائما الأباء فى أن يأخذوا رأي أولادهم ما إذا كان ذلك هو حقا ما سيوفر لهم حياة أفضل أم لا. هل تعلموا أن المنطق قد يكون غير منطقيا فى تلك الحالة؟

عزيزى الأب و الأم اللذان قررا الانفصال، هل تعلموا الآتى:

هل تعلموا أنهم دائما ما يفتقدوا وجودكم فى حياتهم حتى و ان كنتم مازلتوا على قيد الحياة، فأكم من أجازات و مناسبات من الطبيعى أن يجتمع فيها شمل العائلة و لكن يكون دائما طرفا منكم غائبا، حتى و ان تواجد فى نفس المكان، فنظرا لإنعدام التواصل مع بعضكم البعض حتى و ان قمتم بتحية بعضكم الآخر؟ أولادكم يشعرون بهذا، ليس لحساسيتهم الفرطة أو شيئا و لكنهم جزءا منكم

هل تعلموا أن فى كثير من الأوقات يشعر أبناؤكم بالضعف و الحزن عندما يسيروا فى الشارع أو يتواجدوا فى مكان ما و يروا أسرة مكتملة عناصرها، و يهمسون الى أنفسهم، لماذا؟ لما لم يعد لدينا الحق أن نشعر بهذا، أن نستمتع بوجودكما معا؟

بعد قرار انفصالكما، يصبح أولادكما كائنات هشة، بغض النظر عن محاولتهم المستميتة فى أن يظهروا دائما فى صورة أقوى مما هم عليها؟

هل تعلم عزيزى الأب أنه ليس بمجرد توليك أالأمور المادية للمنزل، أصبحت توفى حقوقك تجاه أولادك، و ليس بخروجة آخر الأسبوع أو اجتماعك مع أولادك من وقت لآخر هو ما يملئ تلك الفجوة التى أصابتهم بها بجرة قلم؟

هل تعلمى عزيزتى الأم أنه مهما قمتى بتضحيات من أجل أولادك، و مهما كان يقدرونك و يقدروا ما فعلته من أجلهم، الا أنك مازلتى لا تستطيعى أن تكونى الأم و الأب معا؟

هل تعلم عزيزى الأب قيمة الحضن؟ أن تقبل أولادك يوميا و تشعرهم بحنانك؟ هل تستطيع أن توفر ذلك بذهابك، بإنهائك لمشوار بدأته و أنهيته بجرة قلم؟

هل تعلموا أن مسئوليتكم تجاه أولادكم لا تنحصر فى وضع قوانين لكى يسيروا عليها مثل المواعيد و الشكل الاجتماعى و غيرها من فرمانات أبوية.

الى كل أب و كل أم قرروا أن يتزوجوا ليبدؤا مشوار كفاح، ذلك المشوار لا ينحصر فى نجاح كل منكما على تكوينكم منزل من 4 حيطان عشان يلم العيلة، ولا نجاح كل منكما فى عمله ولا حتى فى فكرة أنكم أنجبتم، فبمجرد انجابكم لأولادكم يبدأ كفاح من نوع آخر، و هو ليس أن توفروا لهم حياة جيدة من حيث المأكل و الملبس و التعليم و غيره من أشياء يستطيع أى شخصا أن يقوم بها، فأنتم مسئولون عن الحياة النفسية لأولادكم قبل كل شئ.

فالحقيقة أننا نظن أن صلة الرحم التى يحثنا عليها ديننا تتلخص فى مكالمة تليفونية أو زيارات عائليه لكى نريح ضمائرنا، ولكن كلمة الصلة هى أعمق بكثير من ذلك.

ولذلك ان قررتما الإنفصال أيا كان السبب، عليكم أن تعلموا أنكم مطالبان أكثر من أى أب و أم آخرين أن توفروا الضعف من كل شيئا.. الضعف من الاهتمام و الحنان.. عليكم أن تتواصلوا مع اولادكم، أن تقرأوا ما بداخلهم و الذى تعجز ألسنتهم دائما فى التعبير عنه بشكل جيد.

أن كنتم لا تستطيعوا أن تعوا ما سبق، ان كنتم لا تعلموا ما يمر به أولادكم كرد فعل لقرارتكم، ان كنتم مازلتوا تظنوا خطئا ان قرارتكم هى حق لكم و ليس لابناؤكم الحق فى أن يكونوا جزءا منها، فيا ريت تتطلقوا قبل ما تتجوزوا.

No comments:

Post a Comment