الخميس 18 أبريل فى تمام الساعة العاشرة و النصف صباحا، تحقق شيئا أردته
قبل هذا التاريخ بأسبوعين، و هو أن أذهب الى بيروت، بلد فيروز، يعنى المزيكا
الحلوة و الروقان كله، التلفريك و الروشة و الحاجات اللى كنا بنشوفها فى الأفلام.
المهم، ركبت الطيارة و كنت متحمسة جدا، ووصلنا المطار فعلا، و بدأت اللهجة
اللبنانية تجد طريقها الى أذنى و اصطدمت بتلك الفتاه السعودية التى كانت تقف أمامى
فى الطابور واللى مفيش حته فيها مش بلاستيك، حتى أظافرها.
استقبلنا زياد السائق اللبنانى الذى رافقنا طول الرحلة، و الحقيقة الرجل
معاه الجنسية اللبنانية و لكنه مختلفش كتير عن السواقين المصريين هنا، فهو راجل
رغاى، لو اتكلمت فى التليفون أمامه ستجده ينفعل لانفعالاتك، يضحك لو ضحكت و مش
هيتكسف لو فى حاجة قلتها فى المكالمة و هو مقدرش يفهمها، و أخيرا و ليس أخرا و ما
هو يثير الاشمئزاز لدى و أظن لدى الكثيرين هو أنه زياد كان مطول ضفر صباع ايده
الصغير و هو ما زاد شكوكى فى جنسيته.
أول مكان ذهبت إليه كان "ساحة الشهداء" حيث دفن رفيق الحريرى و
حرسه الخاص، فقرأت له الفاتحة، ثم دخلت بعد ذلك الجامع الذى بناه و الذى يعتبر أحد
أهم معالم لبنان، جامع "محمد الأمين" ورأيت تلك الورود التى يتم تغيرها
كل يومين منذ وفاته.
اتجهت بعد ذلك الى منطقة الDowntown و شعرت و كأننى سافرت الى أوروبا، طريقة رصف
الطرق و المحلات و أخيرا الحمام الموجود فى الطرقات و مش بيطير لو قربتله، بس أكتر
حاجة خلتنى احس انى فى أوروبا هو افتقداى للشطافة، أيوا مفيش شطافة و أنا الموضوع
ده فعلا "يُحز فى نفسى".
و بالحديث عن حمامات و أسانسيرات لبنان، فهى الحقيقة حاجة تفرح، عارف احساس
انك وقعت فى زجاجة برفان مش مضروب، مفيش حاجة اسمها تدخل اسانسير بعد حد، أو حد
يجى يركب معاك، و تشم ريحة وحشة، نو أبسلوتلى.
المهم لفيت فى المحلات فى براندز كتير موجودة عندنا و فى براندز أكتر
مستحيل تيجى عندنا لأسباب تتعلق بالجودة و الهايجين زى Louis Vitoun و
مصطلحات كده ملناش دعوة بيها خالص و Christian Loubtain و Mac و
بالحديث عن Macأذكر ذلك البائع اللى عامل تاتو الحواجب و شعره فى طول شعرى
تقرييا و الحقيقة انه الواد كلن عامل شعره عند الكوافير و أنا لأ. موضوع تاتو
الحواجب ده مهم أوى هناك، بعد ما بقى النفخ ده حاجة من المسلمات بيها.
بعد كده ركبت العربية تانى مع زياد و اتجهنا الى شارع اسمه Verdun شارع تحبه كده من اسمه وشفت أنواع العربيات هناك مش
بنشوفها كتير ى مصر، فأكتر عربية كنت بشوفها هناك كانت المرسيدس ال SLS و بورش و فيرارى، و لم أجد عربية واحد 128 أو 127،
المرسيدس هى ال128 بتاعة لبنان.
الطريق كان زحمة و لا أكننا فى أحد شوارع القاهرة وعندما سألت زياد عن سبب
الزحمة كانت اجابته هى القاتلة بالنسبة لى "أصلها زحمة مدارس" يالهوى...
هو انتوا بتقولوا زينا؟؟ المهم رحت سنتر Obaji و قابلت هناك دكتور مى
لأسباب تتعلق بالعمل، والحقيقة أن أكثر ما لفت نظرى أنها كانت لابسة جزمة آرمانى ممكن يتكتب عنها مقالة لوحدها، و دعيت
فى سرى انى أشوف آرمانى هو الراعى الرسمى لأرجل دكاترة مصر... قولوا آمين.
رجعنا الى الفندق بعد ذلك الذى يطل على صخرة الروشة اللى اتصور عندها فيلم
أبى فوق الشجرة و غيره، بس برده حاسة انه فى حاجة ناقصة ، أنا عاوزة أشوف الأكل
الشعبى بتاع لبنان، عاوزة أجرب الشاورما اللبنانى اللى بقت أحد معالم مصر قبل ما
الكاب كيكس و الوافلز هما اللى يسيطروا على شوارع مصر.
طلبت من زياد أن يأخذنى الى مكان ممكن ألاقى فيه اللى بدور عليه، و بالفعل،
وجدت نفسى أمام أحد المحلات الشهيرة بلبنان "بربر" بربر شاورما، بربر فلافل،
سناكس، سلاطات... من الآخر "بربر" بتاع كله.
فقرة الشاورما بقى كانت لوحدها قصة و رواية، فالشاورما يا عزيزى بتيجى فى
ساندوتش عيش شامى، مش العيش الصاج، و اذ بها سبحان الله يا جدع مش بتنقط زيت،
شاورما لبنانى دى ولا مش شاورما لبنانى يا متعلمين يا بتوع المدارس.
القعدة فى الكافيهات (نفس الروتين اللى بنعمله فى مصر على فكرة، بس لاحظ
معايا الفرق) الWaiters و ال Waitresses حاجة كده
حلوة، ابتسامة، ملهومش ريحة، ماكياج حلو و هادى، الناس عارفة تسمع بعضها مع أنه
سبحان الله فى مزيكا فى المكان بس صوتها واطى.
من بربر الى مطعم أم شريف فى اليوم التالى حيث المذات اللبنانى بكل أشكالها
و أنواعها و أجواء مختلفة تماما، تخت شرقى، و الWaiters لابسين بدل سموكينج، ديكور مغربى على أوروبى.
خلصت الرحلة، و رجعت بتذكرة Business Class و كان عماد أديب فى الكرسى المقابل لى، و أردت
أن أرسل له السلام متمنية له لاندينج بهدوووووووء.
خلاصة القول؛ مقولة البلد دى حلوة بناسها تنطبق على "لبنان" و
ليس "مصر".
No comments:
Post a Comment