حضرت مع مديرى الحوار الذى قام به للمجلة مع أبطال فيلم" الشتا اللى
فات"، و تأثرت كثيرا بإيمانهم بما قدموه من خلال الشتا اللى فات و عن أملهم
فى أن يترك الفيلم أثرا ايجابيا على من يشاهده و خاصة ممن يأسوا مما يحدث فى
البلاد.
و سألت بعد أن انتهى الحوار الفنان عمرو واكد، عما اذا كان بالفعل يرى أملا أن ينصلح حال البلاد و
عن كيف تمكن من الحفاظ على هذا الكم من التفاؤل و التقبل للأحاث الجارية، فأجاب
بأن كل ما يحدث الآن ما هو الا أمر كان يجب الحدوث، حتى تظهر نوايا من يحكمون
البلاد أمام الشعب، فتظهر حقيقة كل من هؤلاء بناءا على افعالهم فيقتنع الشعب و
يفهم مدى صلاحيتهم للمنصب، مؤكدا أنه لا يرى أن نظرية الزيت و السكر من أجل كرسى
الحكم مازالت مسيطرة، فالشعب الآن يعى تماما ما يحدث من مخالفات ستؤدى الى انفجاره
بالنهاية.
فتحمست جدا و قتها و ذهبت الى العرض الخاص مع زملاء العمل لكى أستعيد
ايمانى بالثورة و استعيد ذكرياتى أيضا.
وصلنا الى السينما و كانت القاعة ممتلئة على آخرها من شخصيات معروفة و الكل
متشوق لرؤية هذا الفيلم الذى يتحدث عن ثورة 25 يناير من منظورا مختلف، بعد دخولنا
فى العام الثالث بعد الثورة، فهم أرادوا أن يعكسوا كيف كانت حياة أبطاله الثلاثة
قبل و بعد الثورة.
انطفأت الأنوار و طُلب من الجميع ان يُغلقوا هواتفهم المحمولة لأن الفيلم
سيبدأ بعد لحظات.
وبالفعل، بدأ الفيلم، و بدأت الأحداث تتوالى، و معها بدأ يتسلل الى الشعور
بالاحباط و الملل، فحركة الكاميرا و الانتقال من مشهد لآخر و من زمن لآخر فبغض
النظر عون كونه تكنيك معروف فى التصوير، فهو لم يكن لى مريحا كمشاهدة، و كثير من
المشاهد التى كان يجب أن اتعاطف فيها مع أبطالها عدت مرور الكرام، اما لأن أداء
الممثل لم ينقل لى الحالة أو لقطع المشهد للدخول فى آخر ثم الرجوع اليه مرة أخرى.
فمثلا، مشهد الشيخ ميدو الذى أرغمه ظابط
أمن الدولة أن يشرب مياه فوق طاقته، مع منعه من الخروج من الغرفة حتى تبول على
نفسه، فلم يستطع الممثل نقل تلك مشاعر القهر و الانكسار التى كان من المتوقع أن
يشعر بها الشيخ ميدو، ده غير أنه كانت هناك طرق تعذيب أبشع من ذلك، و لكن ما
علينا، فليس المطلوب من الفيلم سرد كل طرق التعذيب.
أما عن دور ظابط أمن الدولة، فنعم افهم جيدا أنه كان يجب ان يظهر البطل
بارد المشاعر، نظرا لما يقوم به من تعذيب و مرمطة لخلق الله، و لكن ظننت أننى سأرى بعد
الثورة تأثره بما حدث بأى شكل من الاشكال، كنت انتظر ان أرى اهتزاز مثل تلك الشخصيه
التى تظن أنها تمسك خيوط كل شئ بالبلد، ،
و لكن صمته و ذهابه فى نهاية الفيلم الى زوجته فى العين السخنة، كان من غير
المنطقى بالنسبة الى.
فربما كنت أحتاج، أن أرى كيف كان وقع الصدمة على هؤلاء الذين ارتكبوا جرائم
فى حقنا، فلم يكن مشهد طلب الرخص من زوجته كافى، فكان من الممكن أن يكون هو بطل
هذا المشهد، و الذى كنت أرغب فى أن أرى كيف ستتغير ملامح وجهه عندما يطلب منه
مواطن عادى أن يبرز رخصته و ربما أن ينزل أيضا من سيارته ليتم تفتيشه.
و ربما ما جعلنى أن أُكمل الفيلم لآخره هو أملى فى أن تضيف لى النهايه أى
شيئا، و لكن لم تقدم سوى أرقاما عن عدد الشهداء و الجرحى و من فقدوا أعينهم و
الذين تضاعفت أعدادهم، ربما كانت هذه هى رسالة الفيلم "أن لم يتغير
شيئا"، و لكنى بعد الفيلم لم أتغير أيضا، ففشل الفيلم فى مساعدتى على استعادة
تلك المشاعر التى كانت سببا فى نزولى على الثورة و لم يستطع حتى احضار ذكريات
الثورة الى ذهنى مرة أخرى. من الآخر بيحكى فى المحكى.
No comments:
Post a Comment