Wednesday, March 13, 2013

مش هتجوز

أنا فتاة فى الخامسة و العشرون من عمرى، لست متزوجة، و لم يسبق لى الزواج، الحمدُلله يعنى. أه عادى بحمد ربنا، فأنا مع احترامى الشديد لا أرى أنه شيئا عيبا أو حراما أن يتأخر سن زواج البنت طالما ذلك الشخص الذى ترغب فى أن يشاركها حياتها لم يظهر فى حياتها بعد. فمن الذى يضع القواعد. هل سنظل دائما مفعولا به. هل يجب أن نتبع ما كُتب فى الكُتُب على يد مجهولا. نحن من نضع القواعد و نحن من يُكسرها فى حالة أنها لا تتناسب مع زمننا أو رؤيتنا كأشخاص.
و لقد تعددت المشاهد فى حياتى و السؤال واحدا "مش هنفرح بيكى بقى؟".
المشهد الأول
"أدخل الى المنزل منهكة بسبب قضاء يوما طويلا بالعمل، أمى كعادتها تتحدث الى جدتى فى التليفون. ماما: زوزو بتسلم عليكى. أنا: سلمّى عليها كتير و قوليلها وحشتينى. ماما: بتقُلك و انتى كمان، و ها مش هنفرح بيكى بقى؟"
المشهد الثانى
"أرجع المنزل لأجد ضيوف، طنط صاحبة ماما: ايه ده، ما شاء الله، كبرتى يا أميرة، انتى فينك دلوقتى؟ أنا: مِرسى يا طنط، أنا بشتغل دلوقتى فى مجلة. طنط صاحبة ماما: برافو، عُقبال العريس، ايه، مش هنفرح بيكى بقى؟"
المشهد الثالث
"أنا راجعة بعد يوم شوبيج طويل، و أخيرا جبت الفُستان اللى هحضر بيه فرح مديرى. أنا: مامتى، ايه رأيك فى الفستان ده؟ ماما: الله! حلو أوى، عُقبالك يا حبيبتى، هو احنا مش هنفرح بيكى بقى؟"
لأ. لأ. لأ. مش هتفرحوا بيا! لأن مش كُل ما هعمل حاجة فى حياتى، يجب أن يعقُبها سؤال "مش هنفرح بيك بقى؟". هو أنى أكون ناجحة فى شُغلى ده مش سبب كافى للفرح مثلاً؟ أم ستظل فرحتى ناقصة إلى أن أتزوج؟ و ما هى العلاقة بين أن جدتى وحشتنى و أن أتزوج يا ترى.
أما عن أسباب عدم زواجى حتى الآن، أولا، بالرغم أننى مازلت فى الخامسة و العشرون من عمرى، الا اننى لا أؤمن بتلك المقولة الخايبة بتاعة "هيفوتك القطر" فالرجُل ليس ب"قطر"، لأن باعتباره قطر، هذا يعنى أنه اذا وقفت أمامه هيدوسنى؟ طيب، هو أنا المفروض أجرى وراه عشان ميفوتنيش؟ هو مش الرجل فى حياة المرأة لكى يكون سندا لها، يُكملها، يُشعرها بأنوثتها. أنوثة مين بقى و أنا بجرى ورا القطر.
ثانيا، "عايزة أكُّون نفسى"، نعم، فهذه العبارة لا تقتصر على الرجال فقط و لا تتلخص فى الاستعدادات المادية، فأنا ممن يؤمنوا بعمل المرأة، ليس بحثا عن حقوقها و غيره، بل لانه بعملى، أكتسب خبرات حياتية و ليست مهنية فقط، فأنا أُقابل الكثير من الاشخاص يوميا الذين بالطبع يضيفوا الى بشكل أو بآخر و بذلك سيكون حُكمى على الاشخاص أفضل. و من العجيب أنه قالت لى واحدة من حزب "مش هنفرح بيكى بقى؟" أنه كلما اكتسبت خبرة فى الحياة سيكون الاختيار بالنسبة الىك أصعب و ذلك لأن إدراكك بالأمور سيكون أكبر و قتها. نعم؟ هل لذلك يجب أن أتزوج فى سن صغير، عشان مبقاش فاهمة؟ فألبس يعنى؟
ثالثا، لان الزواج لا يتلخص فى يوم الفرح و قائمة المعازيم الطويلة و الفندق الانيق و ذلك الفستان الأبيض الذى يجب أن يكون من أحدث بيوت الأزياء الفرنسية، و غيرها من الاشياء التى تُعد من أهم عناصر النميمة فى مجتمعاتنا، فأنا لن أتزوج كل ما سبق.
أما عن السؤال اياه، فردّى كما يلى: هتفرحوا بيا عندما يحين الوقت، عندما أكون قادرة على اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة، فالزواج ليس بعقد قران، أو فستان أبيض، أو قطرا ألهث ورائه لكى اتمكن من اللحاق به، الزواج هو تلك الرابطة الانسانية بينى و بين ذلك الشخص الذى سنتشارك معا كل شئ، مش هتجوز الا عندما أجد من يستحق أن أقتسم معه وقتى و أن يكون جزءا من أحلامى المستقبلية و أن يكون نجاحى فخرا له، و ليس شيئا يجعله يتخوف منه، بل يُشجعنى و بالطبع سأفعل المثل له. مش هتجوز النهاردة عشان ألاقى نفسى بُكرة من مُطّلقات الجيل، ليس لأنه عيبا و لكن لأنه لا داعى للتسرُع. و أهم حاجة، لأ! أنا مش هتجوز طبعا جواز صالونات، لأننى لستُ صالونا.
مش هتجوز... عشان تفرحوا فيا... أنا هتجوز لما أحس أنه أنا ينفع أتجوز. عشان تفرحوا بيا

2 comments: