مامتى حبيبتى،
يعجز لسانى
كثيرا عن التعبير عن مدى حبى و تقديرى
لكى، نعم نختلف كثيرا، و فى معظم الوقت لا أتقبل قلقك الزائد على و تلك المكالمات
التليفونية الكثيرة عندما ينقلب حال البلد رأسا على عقب خاصة عندما أتأخر فى عملى ،
لأنه بالنهاية لقد تعلمت منك كيف أن أكون فتاة تستطيع مواجهة أى أى شئ، تعلمت منك
أهمية أن أكون ناجحة فى عملى و أن أُكرس الوقت اللازم لذلك، تعلمت منك أننا لن
نجلس فى بيوتنا مكسورين او خائفين من أى أى شئ قد تضعه الحياة فى طريقنا، ببساطة
تعلمت منك أن أوجه الحياة.
ربما يخطئ الكثيرين
فى فهمك، و أحيانا أنا، و لكنى أعلمى جيدا أننى أُدرك جيدا حقيقة طيبة قلبك و حبك
للحياة التى أخذلتك فى كثير من الاشياء، أعلم ما واجهتيه جيدا من صعوبات لكى
تُحافظى لنا على بيئه جيدة ننشأ فيها، أُقدر جيدا كل التضحيات التى قمتى بها من أجلى
أنا و أخوتى.
أعلم أننى
أتعبتك كثيرا، خاصة أنا، عندما أمرض،
أعتذر عن ذلك، فلم أُريد أبدا أن أؤلمك بذلك، لم أريد يوما أن أرى تلك نظرات القلق
و الحزن فى عينيك فأنتى لا تستحقى ذلك.
أعتذر أننى نسيت
عيد ميلادك هذا العام لأول مرة فى حياتى، و أعلم أن انشغالى مؤخرا بعملى فى المجلة
ليس بعُذر، و لذلك أعتذر مرة أخرى.
أعتذر لكى بشدة
لأننى لا أشاركك أحزانى، و بخاصة عندما ترينى أبكى دون أن تعرفى السبب، فأنا لا
أُريد أن أُزيد همك، أعرف أنكى تستطعين أن تشاركينى فى هذا العبئ الثقيل، و لكننى
أرى انكى تستحقى أفضل بكثير من أن تقضى حياتك لتحملى همومنا.
أعتذر جدا عن
مشادتنا الكلامية، أعلم أنكى تريدين الأفضل لى، و لكننى مازلت أُصر أن أتحمل أعباء
حياتى وحدى وأريد فقط أن أشاركك لحظات نجاحى لتكونى فخورة و سعيدة بما أوصلتينى
اليه.
فلقد تحقق ما
أردتيه دوما، ها أنا الآن ناجحة فى عملى و يطلق على أنى "بنت بميت راجل"
و بإمكان الجميع الاعتماد على و سأستمر فى المحاولة كل يوما لكى أحقق ما أتمناه من
أحلام.
لا تقلقى، سأظل
دائما مُعترفة بكل ما قُمتى به من أجلى، حتى ان لم أكن أقولها كثيرا ففى ظنى حبى و
تقديرى لكى من المسلمات و من الاشياء التى معروفة لكى قبل الجميع، فكل شئ وصلت له
و سأعمل للوصول اليه فى السنوات المقبلة ستكونين أنتى صاحبة الفضل الاساسى فى ذلك.
أكتب اليكى هذه
الرسالة يوم الاربعاء "يوم تقفيل المجلة" و طبعا كعادتك قلقة لأننى سوف
أعمل حتى اليوم التالى، فمعدل قلقك يتناسب طرديا مع معدل سماعى رنة موبايلى، و
اللى بسمعه كتير طبعا كل أربعاء من مكالمات "أميرة، البلد مقلوبة. أميرة
،بيوقفوا البنات فى الطريق" ..ألخ
و أخيرا، كفاكى
قلقا، فأسوأ شئ من المتوقع حدوثه، سأستطيع أن أتغلب عليه، فهكذا تعودت و هكذا
تعلمت منك.
شكرا لأنك
بتستحملينى كتير و شكرا انك بتحبينى.
أنا فخورة انك
أمى.
No comments:
Post a Comment