بالتحدث عن التحديات التى تواجهها
المرأة، يُطرح سؤال هل المرأة العربية تريد بالفعل أن تخوض مثل هذه التحديات، هل
من الممكن أن نجد فى بلادنا العربية قصة مثل قصة مالالا تلك الفتاة الباكستانية
التى واجهت الموت بعد أن حاول قتلها جهاديون من حركة طالبان و الذين يروا أن دورة
حياة المرأة تتلخص تنحصر فى التالى "بيت والدك، بيت جوزك ثم قبر يلمها" و
ذلك لاصرارها على الذهاب الى المدرسة و لدفاعها المستميت عن حق البنات فى التعلم،
فقاموا بإطلاق النار عليها لينهوا حياتها أو بمعنى أصح ليقتلوا حلمها و لم تكن
تعلم أن ذلك الحلم البرئ فى أن تتعلم قد يكون سببا لتعرضها لتجربة الموت و هى
مازالت فى مقتبل العمر.
و يذكر أن مالالا كانت من ضمن المرشحين
لجائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة كيدز رايتس الهولندية العام
الماضي، و تعتبر أول باكستانية ترشح لمثل هذه الجائزة.
و
كانت قد حصلت العام الماضي على أول جائزة وطنية للسلام في باكستان بعد أن قامت بالتنديد
بأعمال العنف التى تقوم بها حركة طالبان و خاصة حرق مدارس البنات و ذلك من خلال
كتابتها فى مدونة على ال BBC عام 2009
و السؤال هنا، اذا قامت الفتاة أو المرأة
العربية بمواجهة مثل تلك التحديات التى واجهتها مالالا و التى ليس بالضرورة أن
تتلخص فقط فى حقها فى التعليم أو العمل، هل ستجد من يسنادها، أم أنها ستُطالب بأن
تمشى جنب الحيط حتى لا يتكرر ما حدث لمالالا مرة أخرى. فمثلا، يُذكر أن والد
مالالا قال عقب اصابتها ''أشكر العالم الذي يُدين بشدة محاولة
اغتيال مالالا، وأشكرهم على أمنياتهم بالصحة والعافية لها، وأشكر دعمهم لقضيتها
الداعية للسلام، والعلم وحرية التعبير والفكر''. فكيف
سيكون حال الاب العربى اذا تعرض لمثل هذا الموقف؟
و بالحديث أكثر عن المرأة العربية؛ فعلى
غرار من النهاردة مفيش حكومة أنا الحكومة، يسعى الكثيرون الى على سن قوانين مجتمعية
تحت شعار قرأته من قبل و ظل عالقا بذهنى "من النهاردة مفيش ستات.. أنا الستات".
و الغريب أن تلك الشعارات التى تتردد ضد المرأة يُزج بإسم الدين فيها، من منطق
تطبيق الشريعة. فمن وجهة نظر هؤلاء أن المرأة نفسها عورة، و مثيرة للغرائز البشرية
بل و انها بتزنق عل حق الراجل فى انه يتنفس و يعيش و يشتغل و بناءا عليه يسعى الآن
الكثيرون لتحريم عمل المرأة نظرا لأنها تأخذ فرصة عمل كان من الممكن أن تكون
لرجلا.
فالفتاة أو المرأة الناجحة فى عملها تكون
فى معظم الوقت تحت ذلك الميكروسكوب المتصيد للأخطاء و كأنه أصبح من الطبيعى أن
يكون وراء كل رجل عظيم امرأه تشجعه و تسانده دائما، بينما وراء كل امرأة ناجحة
نفسها فقط، حتى تثبت للمجتمع أنها أهل للمسئولية و أنها تستطيع النجاح على المستوى
الشخصى و العملى فى نفس الوقت.
فهل ستصل مجتمعاتنا الى مثل هذه الدرجة
من التدهور الفكرى فى أن يصبح تعليم
البنات فى حد ذاته شيئا يرفضه المجتمع؟ فنحن نسيربنجاح و بخُطى ثابتة نحو الامية،
و منها سنصبح أرض خصبة لتطبيق مثل تلك الانتهاكات التى تتم تحت شعارات كاذبة باسم
الدين. فإن كان الأمر كذلك، فمن ستكون يا ترى مالالا العالم العربى؟
No comments:
Post a Comment